العمارة البيومناخية المتكاملة ( العمارة البيئية )

العمارة البيومناخية المتكاملة ( العمارة البيئية )

تزايد الحديث في السنوات القليلة الماضية عن العمارة البيئية أو المستدامة, وهي العمارة التي تحترم الموارد الطبيعية وجمال الطبيعة.
ولكن للأسف, فإن العديد من المعماريين والمصممين المهتمين بفكر العمارة المستدامة لا يطبقونها على أعمالهم, وذلك لعدة أسباب, منها ضعف الوعي البيئي لعملائهم, أو ضعف في قناعتهم الشخصية بها.
والحقيقة أن الغالبية الباقية من المعماريين أنفسهم يجهلون هذا الأمر برمته, ويفضلون التعامل مع العمارة على أنها موضة, وهذا في رأيي أمر سيء وغير مسئول, لأنه بالنظر إلى استهلاك الطاقة والتلوث الملحوظ, فإن المباني كان لها تأثير متزايد على تدمير البيئة, وبالنسبة لي, فهذا يجعل موضوع كالعمارة المستدامة - أو أيا ما ندعوها بالعمارة البيومناخية المتكاملة - أن تكون هي المدخل الوحيد الصحيح والمنطقي للتعامل مع البيئة, وأنا أعني ذلك عن خبرة.
فللأسف, لقد رأيت بعض الثروات في بلادي يتم تخريبها بواسطة التدخل العشوائي.

فما هي العمارة البيومناخية المتكاملة ( المستدامة )؟ هي العمارة النابعة من طبيعة المنطقة, من محددات الموقع والتوجيه وخامات البناء المحلية, ليس فقط فنياً وجمالياً ولكن تقنياً أيضاً, بمحددات الحرارة والبرودة والإضاءة, لذلك, فهي العمارة التي تحترم الطبيعة ومواردها, وتوفر لساكنيها أقصى راحة بيئية ممكنة.
ومع ذلك, فإن العمارة المستدامة لا تعمل على تقييد إبداع المصممين, ففكر هذه العمارة قد خرج منه نماذج للعمارة المحلية مثل قرى الصيادين البيضاء المنتشرة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط, وكذلك الطابع البيئي للعمارة الذي يظهر في مواد البناء وملمس الأسطح, وحتى حيوية الغطاء النباتي المحيط بالموقع.
والتكامل الجيد بالطبع للعمارة البيومناخية يجب أن يتناغم مع الموقع بطريقة واضحة ومؤثرة, لأن العمارة التي لا تترك أثراً ليست عمارة جيدة.
جافير باربا - أستوديو معماريي البيئة - برشلونة - أسبانيا
مهندس / أحمد كامل المرازقى
باحث في التصميم والتخطيط البيئي